الجزء الأول من الرواية التى أعكف علي كتابتها
الموت لن يأخذ أجازة
............................
اعتدل رؤوف في جلسته مشتت الذهن تتأمل عيناه كل ارجاء الحجره وكانه يبحث عن شئ ولكنه في الحقيقه كان يستكشف سبب لكل ماحدث يرتفع صدره ويهبط وكأنه بسباق مع رهوان بإحدى سباقات الخليج يتذكر وجهها يرى تلك الابتسامة التى كانت تبرزها لتستر بها عورات غدرها يحاول ان يعلل بشئ لم يعشقه فيها لينبذها قلبه يحاول استرجاع الذاكرة ولكنه كان كالذى ركب سيارة دون ان يعرف كيف يتحكم بسرعاتها فساقته سيارة الذكريات لخمس سنوات قد مضت عندما رأى أبيه لآخر مرة بغرفة الإنعاش تلك الغرفة المهملة والتى ذكرته عندما رآها بأفلام الرعب التى تبثها القنوات الاجنبية وتذكر اخر نظرة لأبيه تلك الحدقة المتسعة المتفحصة لرؤوف وكأنها رسالة صامتة والتى عللها رؤوف: ياخوفى لامتكونش استفدت منى حاجة سيبتك صغير للدنيا خلي بالك الدنيا مش على كيف حد احسن خليها تربيك ما انت عملي السئ
تلاشى رؤوف ذكريات ابيه السيئة كى يجد سببا حسن لقراءة الفاتحة له تذكر اول جلسه يجتمع بها الاخوة جميعا والتى افصحوا حينها سريعا عمابداخلهم وكانهم يخبروه :انت خدت كل الدلع واللى دلعك مات اخشن بقي جاتك القرف
نعم كانت تلك احدى الاسباب التى جعلته يهجر بلدته ويهبط الي القاهرة . فاق رؤوف من ذكرياته عندما وجد كأسه قد ملأ ولكن ليس خمرا بل بقطرات الدموع التى انهمرت من عينه داخل الكأس حينها تذكر الذبابه التى سقطت بكأسه اول مرة تجرع بها الخمر وعندما اخبر صديقه قال له إشرب ماهو كله قرف أكمل رؤوف كأسه بالخمر المخفف لكن ليس بالصودا او الماء بل بدموعه ارتجع رؤوف الكأس رآها تقبل لاي الشيشة التفاح وتنفث بوجهه الدخان المحلي وتصارحه تعرف يارؤوف انا اول ماشوفتك ماكنتش طايقاك كنت اقبل العمى ولا اقبلكش ابتسم رؤوف وقد بللت دموعه شفايفه وتمتم عارف م الأول بس كنت فاكر الحب زى الموت الاتنين بييجوا في لحظة
يحضر صورتها يتفحصها كما لوكان اول مرة يراها العين الأنف الفم الابتسامة يتذكر المصور حين تمتم لها بشئ فإبتسمت له ابتسامه واسعة وكأنها تواعده وعندما سألها عما قاله المصور أجابته:" بيقول: الكاميرا بتحب وشك" فقد كان المصور صادقا فالكاميرا عادة لا تري الا الظاهر لكن لا يمكنها تخلل القلوب ولا العلم ببواطن الامور وما تخفى العقول والا كانت الهَ ينافس الرب و كانت لتجد الكثير من العباد وكادت لتنسى انها من صنع ما خلق الله يعود الي كأسه يضحك بسخريه :حتى الابتسامه لم تكن لرضاها كونها معى بل كانت ردا علي مجاملة المصور كل شئ زائف .
يتفحص صورتها مرة أخرى عله يجد سببا لماذا يعشقها حتى الآن؟
نظر الي شعرها المنسدل كخيوط حريرية منحته الطبيعة لونا اسمر براق وتذكر ذلك السؤال التى طالما سألته كلما ابدى إعجابه بشئ بها : رؤوف إنت ليه حبيتنى انا بالذات ؟ ماكان قدامك بنات كتير وفيه كتير أجمل منى وأحلي منى ! ولم يكن يدرى بم يجيب فقد كان عقله حينها يتسائل هل تريد أن تعلم لم أحببتها أم توجه لي اللوم لأننى أحببتها أهى مكروهة علي هذا الحب إذا من هذا الذى اكرهها ؟ وسريعا ما يخفي تسائلاته التى لم يجد لها جواب قط كى لا تلاحظ شئ بما يدور بخلده ويرسم علي وجهه إبتسامة ثم يقول : اللي بيحب بجد ما بيعرفش سبب الحب وقد كان صادقا فعندما تحب شخص لأنه جميل أو وسيم فهذا ليس بحب بل شهوة وعندما تحب شخص لأنه ذكى فهذا إعجاب وعندما تحب شخص لأنه غنى هذا ليس بحب بل لأنك مادى وعندما تحب شخص لأنه جيد بنظرك هذا ليس بحب بل شكر لإحساسك لكن إذا احببت شخص ولا تدري لم تحبه هذا هو الحب الحقيقي فعندما تحب تخص لا ترى به اي عيب لكنك تعشق حتى عيوبه قبل محاسنه.
ثم إنزلقت عيناه لإسفل الصورة قليلا لترى شفتيها حبتين كريز تسوق اليه البهجه إذا إبتسمت والشقاء إذا بدا عليهما الحزن . تذكر اول كلمة "بحبك" نطقتها والتى حينها تمنى امنيتين متناقضتين تمنى ان يحيا الي ابد الآبدين حتى يستطيع ان يمنحها سعادة أكثر طوال عمرة . وتمنى الموت حتى لا يأتى هذا الوقت الذى يسمع فيه كلمة تفسد هذا العشق .
(جمل فلسفية تبحث عن سبب العشق)
هل كان رؤوف بهذا القدر الكبير من السذاجة فلا يعلم الفرق الكبير بين الحب والخداع ؟ ألم تؤثر فيه تلك الفترة التى قضاها بالقاهرة ؟
من الممكن ان يكون أهل الريف علي درجة من الطيبة والصفاء تبعا للجو المحيط بهم لكنهم يرثوا ذرة الخبث التى تغرس بهم منذ ان يلقي ابائهم اول نطفة في رحم امهاتهم
الم يتعلم حتى من القهوجى حين يعطية فنجان القهوة السادة بإبتسامة ويمسح له الطقطوقة كى لا تحمل علبة السجائر بعض الشوائب وهذا لم يكن حبا في شخصه ولكن طمعا في الجنية البقشيش الذى تعود رؤوف ان يتركه له فالقهوجى كان يعلم جيدا ان رؤوف سيلقي بعلبة السجائر في سلة القمامة بعد قليل لأنها قد فرغت ولا يوجد بها سوى مخلفات رؤوف من المناديل الورقية والتى خشي ان يلقيها علي الارض حتى لا يضيع مجهود القهوجى الذى استنذفه في تنظيف ارضية القهوة فسحب أخر سيجارة بالعلبة ودس مكانها تلك المناديل .
ام كان يعشق تلك الفتاة لدرجة انه قد عمى عن امرها ولا يهمه سوى كونها معه ؟
رؤوف كان يعلم جيدا ان الموت حين يأتيك فلا مفر فالله قدر الموت لأنه خير للإنسان وإلا لم يكن ليحتمه علي البشريه ورؤوف كان يؤمن بأن الحب حين يأتيك فلا مفر. فقلبه كان بحاجة لمن يحبه ويحببه في الحياة لمن يعطيه الأمل لكن لماذا قدر الله علي رؤوف أن يحب تلك الفتاة ؟
لماذا لم يجعل الله رؤوف علي علم بأمور الحياة وما يدور حوله ؟ أبسبب ان هذا خير له؟! إذا لماذا سلب الله كل امانى رؤوف بلحظه ؟ لماذا انهى امانيه بتلك الأحداث في لحظة؟ لماذا ألم قلبه وملأه بالحسرة بلا رحمة أو إسترحام؟
رؤوف لم يكن علي درجة كبيرة من التدين فقلما يصلي وقلما يصوم ولكن إذا كان هذا عقاب الله لأنه لم يؤدى فروض دينه فلماذا لم يعاقب من لم يعترفوا به؟ لماذا يجعلهم في توسع ويؤتيهم الرزق من المال والبنون والمتع الدنيوية ؟ الله يحب خلقه فما هو ببشر يشعر بتلك اللذه حين تعذب شئ ملك لك او شخص مدين لك كى يصل الي قمة نشوته وإحساسه بلذة الإمتلاك إذا لما
الموت لن يأخذ أجازة
............................
اعتدل رؤوف في جلسته مشتت الذهن تتأمل عيناه كل ارجاء الحجره وكانه يبحث عن شئ ولكنه في الحقيقه كان يستكشف سبب لكل ماحدث يرتفع صدره ويهبط وكأنه بسباق مع رهوان بإحدى سباقات الخليج يتذكر وجهها يرى تلك الابتسامة التى كانت تبرزها لتستر بها عورات غدرها يحاول ان يعلل بشئ لم يعشقه فيها لينبذها قلبه يحاول استرجاع الذاكرة ولكنه كان كالذى ركب سيارة دون ان يعرف كيف يتحكم بسرعاتها فساقته سيارة الذكريات لخمس سنوات قد مضت عندما رأى أبيه لآخر مرة بغرفة الإنعاش تلك الغرفة المهملة والتى ذكرته عندما رآها بأفلام الرعب التى تبثها القنوات الاجنبية وتذكر اخر نظرة لأبيه تلك الحدقة المتسعة المتفحصة لرؤوف وكأنها رسالة صامتة والتى عللها رؤوف: ياخوفى لامتكونش استفدت منى حاجة سيبتك صغير للدنيا خلي بالك الدنيا مش على كيف حد احسن خليها تربيك ما انت عملي السئ
تلاشى رؤوف ذكريات ابيه السيئة كى يجد سببا حسن لقراءة الفاتحة له تذكر اول جلسه يجتمع بها الاخوة جميعا والتى افصحوا حينها سريعا عمابداخلهم وكانهم يخبروه :انت خدت كل الدلع واللى دلعك مات اخشن بقي جاتك القرف
نعم كانت تلك احدى الاسباب التى جعلته يهجر بلدته ويهبط الي القاهرة . فاق رؤوف من ذكرياته عندما وجد كأسه قد ملأ ولكن ليس خمرا بل بقطرات الدموع التى انهمرت من عينه داخل الكأس حينها تذكر الذبابه التى سقطت بكأسه اول مرة تجرع بها الخمر وعندما اخبر صديقه قال له إشرب ماهو كله قرف أكمل رؤوف كأسه بالخمر المخفف لكن ليس بالصودا او الماء بل بدموعه ارتجع رؤوف الكأس رآها تقبل لاي الشيشة التفاح وتنفث بوجهه الدخان المحلي وتصارحه تعرف يارؤوف انا اول ماشوفتك ماكنتش طايقاك كنت اقبل العمى ولا اقبلكش ابتسم رؤوف وقد بللت دموعه شفايفه وتمتم عارف م الأول بس كنت فاكر الحب زى الموت الاتنين بييجوا في لحظة
يحضر صورتها يتفحصها كما لوكان اول مرة يراها العين الأنف الفم الابتسامة يتذكر المصور حين تمتم لها بشئ فإبتسمت له ابتسامه واسعة وكأنها تواعده وعندما سألها عما قاله المصور أجابته:" بيقول: الكاميرا بتحب وشك" فقد كان المصور صادقا فالكاميرا عادة لا تري الا الظاهر لكن لا يمكنها تخلل القلوب ولا العلم ببواطن الامور وما تخفى العقول والا كانت الهَ ينافس الرب و كانت لتجد الكثير من العباد وكادت لتنسى انها من صنع ما خلق الله يعود الي كأسه يضحك بسخريه :حتى الابتسامه لم تكن لرضاها كونها معى بل كانت ردا علي مجاملة المصور كل شئ زائف .
يتفحص صورتها مرة أخرى عله يجد سببا لماذا يعشقها حتى الآن؟
نظر الي شعرها المنسدل كخيوط حريرية منحته الطبيعة لونا اسمر براق وتذكر ذلك السؤال التى طالما سألته كلما ابدى إعجابه بشئ بها : رؤوف إنت ليه حبيتنى انا بالذات ؟ ماكان قدامك بنات كتير وفيه كتير أجمل منى وأحلي منى ! ولم يكن يدرى بم يجيب فقد كان عقله حينها يتسائل هل تريد أن تعلم لم أحببتها أم توجه لي اللوم لأننى أحببتها أهى مكروهة علي هذا الحب إذا من هذا الذى اكرهها ؟ وسريعا ما يخفي تسائلاته التى لم يجد لها جواب قط كى لا تلاحظ شئ بما يدور بخلده ويرسم علي وجهه إبتسامة ثم يقول : اللي بيحب بجد ما بيعرفش سبب الحب وقد كان صادقا فعندما تحب شخص لأنه جميل أو وسيم فهذا ليس بحب بل شهوة وعندما تحب شخص لأنه ذكى فهذا إعجاب وعندما تحب شخص لأنه غنى هذا ليس بحب بل لأنك مادى وعندما تحب شخص لأنه جيد بنظرك هذا ليس بحب بل شكر لإحساسك لكن إذا احببت شخص ولا تدري لم تحبه هذا هو الحب الحقيقي فعندما تحب تخص لا ترى به اي عيب لكنك تعشق حتى عيوبه قبل محاسنه.
ثم إنزلقت عيناه لإسفل الصورة قليلا لترى شفتيها حبتين كريز تسوق اليه البهجه إذا إبتسمت والشقاء إذا بدا عليهما الحزن . تذكر اول كلمة "بحبك" نطقتها والتى حينها تمنى امنيتين متناقضتين تمنى ان يحيا الي ابد الآبدين حتى يستطيع ان يمنحها سعادة أكثر طوال عمرة . وتمنى الموت حتى لا يأتى هذا الوقت الذى يسمع فيه كلمة تفسد هذا العشق .
(جمل فلسفية تبحث عن سبب العشق)
هل كان رؤوف بهذا القدر الكبير من السذاجة فلا يعلم الفرق الكبير بين الحب والخداع ؟ ألم تؤثر فيه تلك الفترة التى قضاها بالقاهرة ؟
من الممكن ان يكون أهل الريف علي درجة من الطيبة والصفاء تبعا للجو المحيط بهم لكنهم يرثوا ذرة الخبث التى تغرس بهم منذ ان يلقي ابائهم اول نطفة في رحم امهاتهم
الم يتعلم حتى من القهوجى حين يعطية فنجان القهوة السادة بإبتسامة ويمسح له الطقطوقة كى لا تحمل علبة السجائر بعض الشوائب وهذا لم يكن حبا في شخصه ولكن طمعا في الجنية البقشيش الذى تعود رؤوف ان يتركه له فالقهوجى كان يعلم جيدا ان رؤوف سيلقي بعلبة السجائر في سلة القمامة بعد قليل لأنها قد فرغت ولا يوجد بها سوى مخلفات رؤوف من المناديل الورقية والتى خشي ان يلقيها علي الارض حتى لا يضيع مجهود القهوجى الذى استنذفه في تنظيف ارضية القهوة فسحب أخر سيجارة بالعلبة ودس مكانها تلك المناديل .
ام كان يعشق تلك الفتاة لدرجة انه قد عمى عن امرها ولا يهمه سوى كونها معه ؟
رؤوف كان يعلم جيدا ان الموت حين يأتيك فلا مفر فالله قدر الموت لأنه خير للإنسان وإلا لم يكن ليحتمه علي البشريه ورؤوف كان يؤمن بأن الحب حين يأتيك فلا مفر. فقلبه كان بحاجة لمن يحبه ويحببه في الحياة لمن يعطيه الأمل لكن لماذا قدر الله علي رؤوف أن يحب تلك الفتاة ؟
لماذا لم يجعل الله رؤوف علي علم بأمور الحياة وما يدور حوله ؟ أبسبب ان هذا خير له؟! إذا لماذا سلب الله كل امانى رؤوف بلحظه ؟ لماذا انهى امانيه بتلك الأحداث في لحظة؟ لماذا ألم قلبه وملأه بالحسرة بلا رحمة أو إسترحام؟
رؤوف لم يكن علي درجة كبيرة من التدين فقلما يصلي وقلما يصوم ولكن إذا كان هذا عقاب الله لأنه لم يؤدى فروض دينه فلماذا لم يعاقب من لم يعترفوا به؟ لماذا يجعلهم في توسع ويؤتيهم الرزق من المال والبنون والمتع الدنيوية ؟ الله يحب خلقه فما هو ببشر يشعر بتلك اللذه حين تعذب شئ ملك لك او شخص مدين لك كى يصل الي قمة نشوته وإحساسه بلذة الإمتلاك إذا لما